المستخلص
هناك اشكالية طرحتها الوهابية على الساحة العلمية ، دون ان يكون لها اصل او اساس او حقيقة علمية ، وهي نظريتها بعدم اصالة التشيع في العراق عموما وفي بغداد على الخصوص، سواء كان ذلك في بداية تاسيس المدينة ، ام في القرون المتاخرة بعد ذلك .
فجاءت اهمية هذه الدراسة لتبحث وتستدل عن الاسس الاولى للتشيع واصالته في هذه المدينة على الصعيد الاجتماعي اولا وعلى الصعيد العلمي والعقائدي والثقافي والاقتصادي السياسي ايضا ، مع فحص دقيق وقراءة متانية للفترة التي تعنى بها ولظروفها وملابساتها الحرجة ، والتركيز على اهم الحوادث التي استطاع التشيع ان يقف بشموخ ويدافع عن وجوده وحضوره فيها.
وقد تتبعنا الادلة والشواهد والوثائق التاريخية المنتشرة في بطون المصادر الاصلية واستشهدنا بالاثار الباقية كالمشاهد المقدسة وقبور علماء الشيعة ، كل ذلك اوصلنا الى ان للتشيع وجودا ثابتا واصيلا في بغداد منذ اللحظة الاولى لولادتها وانبثاقها، واستطاع هذا الوجود ان يلقي بظلاله على الساحة البغدادية ، بمختلف جوانبها ، ويطبعها بطابع فكره الخاص.
ومن الضروري الاشارة الى ان مجتمع بغداد ، منذ التاسيس وحتى هذه اللحظة ، استطاع ان يحتفظ بالتشيع فكرة وعقيدة ، ويعطيه القوة للوقوف امام كل المتغيرات التي ارادت ان تقلل من حضوره في هذه المدينة المهمة للعالم الاسلامي. وينبغي الاشارة الى ان احد اهم اسباب هذا النجاح في الحفاظ على الوجود الشيعي الاصيل في هذه المنطقة هم ائمة اهل البيت عليهم السلام، والنخبة من وكلائهم ورواتهم والشخصيات المهمة من اتباعهم.
وقد تركنا البحث العلمي هو من يقرر اتجاه البوصلة ، لترتفع غشاوة اراد بعضهم ان يجعلها من الحقائق الثابتة عن بغداد، ويبني عليها نتائج مغلوطة ليخرج بنتائج بعيدة عن الواقع الحقيقي. وكان منهجنا في هذه الدراسة وصف وتحليل الاحداث والوقائع التاريخية للوصول الى النتائج المطلوبة في ايضاح المطلب ورد الشبهة واستنطاق الشواهد والادلة البحثية التي تثبت مانذهب اليه.
نتیجة البحث
كان منتصف القرن الثاني الهجري ، بداية جديدة في المعالم العمرانية الاسلامية بشكل عام ، اذ تم انشاء وبناء مدينة من اعظم مدن العالم ، وكان الغرض منها ، القاء الماضي وتاثيراته وابعاد كل مايمت له من افكار عقائدية بعيدا عن هذه المدينة ، كي تكون خالصة الولاء للدولة الجديدة ، خصوصا وان الحكومات السابقة وان تنوعت فان لها اتباع وموالون لايمكن اغفالهم بسهولة (العلويون –الامويون ) و بعبارة اوضح اراد العباسيون الابتعاد عن التشيع العلوي ، المنافس الصعب في الميدان وطالب الحق الشرعي بالحكم بعد ان سقط الامويون بصيحة الرضا من ال محمد، وكانت رغبة العباسيون اعاده وبناء ذهنية لاتباعهم الجدد تكون كالمدينة الجديدة التي بنوها (بغداد).
لكن ذلك لم يتنسى لهم بحال من الاحوال خصوصا مع الشيعة ،لان التشيع امتزج فكريا وجسديا باهل الكوفة والمدن القريبة والمحيطة بها ولايمكن فصل احدهما عن الاخر.
وتشكلت المدينة الجديدة خاضعة لمكونات سكانية متنوعة ،لكن من اهم المكونات فيها كانوا هم الشيعة ، فخرجت الى الوجود مدينة تعتمد في وجودها على هذا المكون الاساس ، مع عدم نكران المكونات الاخرى، او التقليل من اهميتها في شي ،فلكل منهما اصالته ووجوده ، ولايضر احدهما بالاخر.
وبعد ان شاهد العباسيون هذا الواقع الذي لايمكن تغييره او الحد منه ، عمدوا الى محاولة الضغط او التشدد عليه ، اما لانهائه ان امكن وهو غايتهم القصوى ،او لاضعافه على الاقل ، وبشتى الوسائل التي استخدموها.
ومما استخدمه العباسيون هو محاولة انكار وجود هذا المكون الاساس ،او ابعاده ورميه الى خارج احضان هذه المنطقة على الاقل، وقطع كل جذوره وامتدادته الفكرية والعقائدية .
وبدات لذلك معركة فكرية وجسدية شرسة ، خسر كلاهما امام الحقائق التاريخية ،وطواهما التاريخ الى غير رجعة .
وفي الفترة الاخيرة حاولت المدرسة القومية والسلفية اعاده هذه المعركة باساليب جديدة ، وايهام للبسطاء من الناس بان التشيع لايرتبط بهذه المدينة من قريب او بعيد، وهو دخيل في هذه المدينة والعاصمة الاسلامية للخلافة العباسية، وان ارتبط فارتباطه ليس اصيلا بهذه الارض انما جاء من خارج ارض العراق، وهو ليس ابنا من ابناء هذه المدينة .
لذلك وجدنا انفسنا امام سوال اساس ، وهو هل ان التشيع اصيل في بغداد ومتجذر فيها ،ام دخيل وطارى عليها ولا يمت لها بصلة . لذلك كان البحث عن اصالة التشيع في بغداد في غاية الاهمية ، وقد حرصت وبمنتهى الامانة على توخي الدقة عندما تناول الادلة التاريخية وتحليلها، وتوخي الحكم المسبق عليها ، لتكون النتيجة خالية من الموثرات .
وقد تبين بعد هذه الحقائق والادلة التي عرضناها ،ان المدعين خلاف ما اثبتناه واشارنا اليه ، انما دعواهم مجانبة للحقيقة ،ومشوهة للواقع الصحيح الذي كانت عليه بغداد وما زالت ، وان المتاثرين بتلك الافتراءات والاكاذيب ليس لهم اطلاع او دراسة للتاريخ الاسلامي من المصادر الاصلية والمتقدمة التي كتبت في خضم مانتطرق اليه ، ودونت كل احداثها وارائها بالتزامن مع تلك الفترة ، وان من روج لمثل هذه الافتراءات انما يتبع فئات او جهات لها مصالح في تزييف التاريخ الاسلامي، وهناك جهات معروفة هيئت لذلك كل الامكانيات واسست الجامعات ، وبدات حملة شرسة في سبيل تغيير وتزييف التاريخ ، وقد تصدى لها مجموعة كبيرة من كتاب الشيعة ومولفيهم ، وكانت اخر الكتابات والنقد وليس اخيرها بالتاكيد اطروحة دكتوراه مهمة وجيدة جدا بعنوان قراءة المدرسة السلفية المعاصرة لتاريخ الشيعة الامامية، للدكتور حسين البدري ، وقد تناول فيها تلك المدرسة بالنقد للمحتوى والمنهج والتوظيف ، وذكر جداول مهمة للدراسات والشخصيات التي عملت في هذا الاتجاه ضد التشيع في القرن الاخير.
اضف الى ذلك وهو شي في غاية الاهمية ،ان ما وصلنا اليه من نتائج يستند ويوافق كثير من كلمات المورخين والاعلام المتقدمين ، والذين عاشوا تلك الفترة من التاريخ وكتبوا عنه بعين المشاهدة ،لاعين السماع او الظن والاحتمال ، وكمثال وشاهد على ذلك المورخ الكبير الواقدي( ت 207) وهو من اقدم المورخين الاسلاميين ، ومن حفظه الحديث واوعية العلم ، اشار الى الوجود الشيعي في بغداد ، وبين التركيبة الاجتماعية للكرخ على الخصوص ،وكان ذلك في الفترة الاولى لتكوينها وتاسيسها ، وقد وضح وبشكل قاطع ان سكان الكرخ هم الشيعة ، مايعطينا ادلة لايمكن ان تعارض او يشكك فيها على الصعيد التاريخي ، مايجعلنا نستقرب النسبة المئوية فيه الى الاغلبية على اقل التقادير.
كذلك بين المورخ والجغرافي الكبيرالحموي (ت 626 هجرية) في معجم البلدان تلك الحقيقة واشار اليها بقوله : ان اهل الكرخ كلهم شيعة ، وهو دليل مهم اخر يحدد النسبة ويشير اليها ، دون ان يترك للقارى مجالا للمراوغة او سحب الدليل الى مكان بعيد ، فتراه اطلق لفظة كلهم شيعة ، ثم بين انهم من الامامية دون بقية الفرق الاخرى ، وقد تعرضنا الى شرح ذلك في متن الاطروحة .
كذلك ظهر لنا ان التشيع في بغداد لم يكن يقل شانا عن التشيع في الكوفة ، بل ان بغداد اخذت على عاتقها مرحلة نشر التشيع الى عواصم العالم في فترة مهمة من التاريخ الاسلامي.
بعد هذه المقدمة ندخل في النتائج التفصيلية للبحث التي خرجنا بها ، وهي ان بغداد اثر في تكوينها مدن قريبة منها جغرافيا ، واصبحت الركيزة المهمة في تكوين العاصمة والموثر الطبيعي فيها لقربها منها، واعتماد الثانية عليها في بداية التاسيس، اعتمادا لايمكن الاستغناء عنه بحال من الاحوال، اذ انها رافد بشري ويد عاملة وممول صناعي وحرفي دائم لعملية البناء والتاسيس والسكن ، ثم اضيفت لها تركيبة مهمة وطبقة اخرى ومكون جديد ، وهم الجنود الكثر انصار الدولة العباسية من خراسان ،الذين جائوا واستقروا فيها بعد اكتمال بنائها الاول، وكان لكل هولاء اثر مهم في اصالة التشيع وانتشاره في بغداد.
كما ان العوائل والاسر الشيعية او الشخصيات الاجتماعية التي عاشت او انتقلت الى بغداد بعد ان اكتملت ولاسباب شتى ،كان لها تاثير اجتماعي كبير في نشر التشيع اوالمحافظة عليه امام كل الهجمات الفكرية او العقائدية اوغيرها، وكان ذلك عن طريق مجاميع مهمة من القبائل او الشخصيات من ابنائها.
واستقر الشيعة في اماكن معروفة واستوطنوها ، في بداية امرهم ، ثم مالبثوا ان تحولوا وانتشروا وسيطروا على محلات اخرى مهمة في بغداد . كما كان لمظلومية العلويين اثر مهم في زيادة عدد الشيعة وكثرة مريديهم لما راوه من قسوة وظلم نالهم دون سبب واضح . ايضا كان لمقابر قريش في بغداد ، بما لها من اثار اجتماعي دور مهم في الحفاظ على التشيع وبقيت منبرا وملاذا لشيعة بغداد استطاعوا من خلالها ايصال كثير من افكار التشيع الى المذاهب الاخرى.
فاصبح للشخصيات الشيعية العلمية التي انتقلت الى بغداد دور مهم على المستوى البغدادي او العراقي اوعالم التشيع باكمله . لقد تحولت المدرسة الشيعية الى بغداد في فترة مهمة من التاريخ الاسلامي والشيعي خاصة ، وكانت بغداد حاضنة مهمة استطاعت ان توثر في الفكر الاسلامي العام ، وان تجعل من شخصياتها ورواتها جزء من المنظومة العلمية في العالم الاسلامي عموما.
واتضح لنا اهمية الدور العلمي الذي قام به الائمة عليهم السلام في بغداد ، متمثلا بالامام الجواد عليه السلام . كذلك كان الحضور العلمي للشيعة كبيرا جدا ، وذلك من خلال العشرات من الشخصيات العلمية التي اخرجتها ساحة بغداد ، وقام هولاء برفد الفكر الشيعي كتابة وتاليفا بمئات من اهم المصادر العلمية في تلك الفترة. وكان لشيعة بغداد وعلمائها دور مهم في تجاوز مرحلة خطرة ومنعطف صعب في التاريخ الشيعي ، وهو استلام الامام الجواد للامامة في سن مبكرة ، ما ادى فيما بعد الى قبول هذا الامر في امامة الامام الهادي والامام المهدي عليه السلام .
ومن خلال تتبعنا تبين لنا ان موضوع المهدي المنتظر لعب دورا مهما في الاحداث العقائدية او السياسية على وجه العموم ، وكان تاثيره على ساحة بغداد مميز وملحوظ .
واستقرت النيابة للامام المهدي عليه السلام في بغداد ، لتاخذ على عاتقها اهم مسوولية في قيادة المجتمع الشيعي على جميع الاتجاهات . و في جانب التجارة فانك تجد ان الائمة كانوا يوجهون نحو التجارة في فترة الدولة العباسية ،وقد عملت شخصيات مهمة بهذا الجانب ، وكان لها قوة في هذا المجال ومحاولة السيطرة على اهم فروع التجارة فيها ، باعتبار ان التجارة عصب الحياة في كل مكان ، واصبح وجودهم كتجار وجوديا اساسيا لاينفك عن الكرخ التي سيطروا عليها كاهم مرفا تجاري في بغداد ، فاصبح الشيعة تجار بغداد والطبقة الغنية والمتنفذة والمسيطرة في الكرخ ، ولهم اعداد كبيرة من المحال التجارية والدكاكين والجوامع ، وهو ماذكره ابن الاثير في تاريخه.
وكان لاصحاب المهن والحرف دور مهم في نشرمفاهيم التشيع او العمل له ، من خلال مجموعة كبيرة من رواة واصحاب اهل البيت عليهم السلام ، عملوا كتجار صغار وحرفيين في اسواق بغداد ، فكان هناك مجموعة من اصحاب كل امام عرفت بهذه المهن وامتهنتها . وقد امتاز التشيع بمنظومة موسعة من الشعائروالطقوس الدينية كان لها دور كبير في بغداد واستطاعت ان تودي دورا مهما على هذه الساحة .
ولابد من الاشارة الى انه كان للزيارة وعلى الخصوص مراقد الائمة عليهم السلام في بغداد دورا مهما جدا ، اذ ان الروايات الشيعية المبكرة ربطت بين زيارة قبر الرسول ص، التي تلقاها اغلب المسلمين بالقبول على المستوى الشرعي،وبين زيارة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه الصلاة والسلام بمدينة بغداد ، وبهذا الربط وبهذا العنوان ايضا،ارادت الرواية الشيعية ان تبين هذه اللحمة ،وهذا الامتداد بين قبر النبي ص في المدينة، وقبر الامام الكاظم في بغداد.
كما تعتبر المساجد من اهم الادلة على اصالة الثقافة لكل فرقة من الفرق الاسلامية، اذ ان المسجد المكان الاول لاداء الطقوس والشعائر والعبادات والمناسبات التي يحض عليها كل مذهب، ولذلك كان براثا من اهم المساجد الشيعية في بغداد. وله دور مهم في اظهارخصوصيات المذهب وتعاليمه واحاديثه التي تحافظ على المكونات الثقافية التشيع.
وقد شهدت بغداد ادبا شيعيا ضخما استطاع ان يوظف النبض العاطفي الصادق مع قوة ايمان وعقيدة راسخة، تنتهي الى لغة البرهان الذي لايخرج عن الموضوعية، لذلك كان عداء الحكومة العباسية منصبا لاسكات هذا الصوت ، لانه يجده ينقض كل البنيان الذي يعتمد عليه في دعايته الاعلامية ، التي يغري بها اتباعه ومريديه، اومن كان يعتقد بانه صاحب الحق الشرعي في ارث النبي ص، وقد عاش في بغداد نماذج تسلطت على عرش الشعر الشيعي ،وقدمت قصائد شيعية خالدة ، كان لها نصيب في الادب العربي بصورة عامة .
ولقد اجازائمة اهل البيت عليهم السلام لاتباعهم العمل في الحكومة العباسية على المستوى الخاص والشخصي تقريبا، وبعد نجاح تجربة الافراد وعملهم في الحكومة العباسية، مع التاكيد على الحذرالشديد في اول الامر واستعمال مبدا التقية في تلك الفترة من الزمن، تحول العمل من الافراد الى الاسر والعوائل، واصبح العمل يشمل كل الاسرة في بعض الاحيان، ثم اصبح العمل السياسي مما سيطر عليه الشيعة في بغداد في فترات مختلفة .
ولابد من التوضيح بأنّ الإمام الكاظم ـ خلافاً للذهنية السائدة ـ نزل إلى ميدان العمل السياسي والاجتماعي بقوّة، وأنّ الثورات التى قادها بعض أبنائه. والقرار الذي أخذه المأمون فيما بعد. يؤكّد أنّ الإمام الكاظم صار ينظر إليه في المجتمع على أنّه زعيم المعارضة للسلطة القائمة آنذاك.
وكما هو معلوم فقد شهدت الخلافة العباسية ثورات متعددة قام بها العلويون او انصارهم ،وكل تلك الثورات او التقلبات السياسية، سواء في داخل العراق او خارجه، كان لها انعكاس سلبي على ساحة بغداد وعلى شيعتها ، سواء الثورات التي حصلت و بدات في زمن المنصور، ام تلك التي حصلت في الحكومات التي جاءت بعده، الا ان اشدها وضوحا على شيعة بغداد، ربما تكون تلك الاحداث التي حصلت في بداية القرن الثالث الهجري حتى الغيبة الكبرى.
ولقد واجه المامون التشيع في بغداد بخطوات خاصة قام بها ، اراد من خلالها السيطرة على اهم رجال الشيعة في وقته ، كما انه سلك مسلك المناظرات في زمان امامة الجواد لاسباب شرحناها في البحث اهمها اضعاف امام الشيعة بكل طريقة امام جمهوره واتباعه قبل خصومه.
وبعد كل تلك الحقائق والشواهد والادلة تبين لنا ان الوجود الشيعي اليوم انما هو امتداد للوجود الشيعي في بغداد منذ تاسيسها او قبله لغاية هذه اللحظة ، وان كل الوجود الشيعي بخصوصياته وتفاصيله ،انما نابع من ذلك المصدر ويستمد وجوده اليوم منه وقوته وفكره ومنهجه ، وهو اصيل ومتجذر في بغداد ، وليس طارئا او دخيلا عليها ، ولم ياتي بزمن متاخر ويستقر فيها ، او ادخلته دولة او حكومة متاخرة جاءت الى بغداد فيما بعد ، بل بدء معها خطوة بخطوة ، وترعرع ونما فيها ، وتوسع كما توسعت حتى اصبحت من اعظم المدن الاسلامية في كل جوانبها.