خلاصة الرسالة
تعامل المسلمين مع المعالم الأثرية أثناء الفتوحات الإسلامية حتى سقوط الدولة الأموية، هو عنوان موضوع بحثنا الذي يقف على بوابة هذه الرسالة، حيث حاولنا من خلاله أن نقف على طبيعة وكيفية تعامل المسلمين للمعالم الأثرية والحضارية للبلدان المفتوحة، وذلك لما تتصف به هذه المعالم الأثرية من مكانة قيمة في تاريخ الشعوب والأمم، ولذا يحرص عليها من التلف والضياع، وقد أهتم الدين الإسلامي بهذه المعالم من خلال الإيصاء بالحفاظ عليها، کرمز لأخذ العبرة والموعظة منها كالذي جاء في قوله تعالی: «فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون [النمل /۵۲]
فكان من الضروري أن نقوم بتوضيح بعض الإصطلاحات الأساسية التي يتوقف عليها فهم بعض المطالب الرئيسة في هذه الرسالة، من قبيل بيان معنى التعامل والأثر والفتوحات في اللغة والاصطلاح، بالإضافة إلى بيان الدوافع التي دعت المسلمين لفتح البلدان المجاورة، وبيان المعالم الأثرية في الكتاب والسنة الشريفة، فكانت هذه البحوث تمثل المباديء التصورية لفصول رسالتنا
ثم بعد ذلك شرعنا بيان كيف تعامل المسلمين مع المعالم الأثرية في بلادي الرافدين و فارس، وذلك من خلال البحث عن أبرز تلك المعالم الأثرية، التي تمثلت بالمعالم العبادية وغير العبادية.
وهكذا استمر البحث في فصول هذه الرسالة عن ابراز هذين الجانبين – العبادية وغير العبادية – للمعالم الأثرية، وذلك من خلال توضيح لكيفية تعامل المسلمين مع هذه المعالم في بلاد الشام، وكذلك في بلاد مصر والمغرب الإسلامي والإندلس.
وأخيرا رأينا من اللازم أن نذكر خاتمة للرسالة نتاول فيها مجمل ما توصلنا إليه من نتائج نهائية حول الموضوع، كما قمنا بذكر ملحق مصور لمعظم المعالم الأثرية التي ورد ذكرها في هذه الرسالة