المستخلص:
إن التشريعات السماوية التي نزلت على البشرية جميعها تشترك بهدف أساسي، وهو تنظيم حياة الإنسان من مختلف النواحي. ومن ضمن هذه التشريعات هي البيعة التي تهدف الى تنظيم العلاقة بين التابع والمتبوع، فكانت البیعة من العادات و السنن الجاهلیة، التي کانت مورد تأیید من قبل الإسلام، لکن مناحيها اخذت شكلاً جديداً في الإسلام من جهة المضمون والتطبيق. و ما یهدف إلیه البحث هو محاولة لبیان معنی البیعة و الإختلافات التي التي طرأت علیه شکلاً و مضموناً مع الإشارة إلی الآثار المترتبة علیها و الفرق بین شکلها و آثارها قبل الإسلام و بعد الإسلام، و کذلک المقارنة بین عصر الخلفاء و العصر العباسي إلی عصر الغیبة الصغری. فتوصل البحث ان هناك تفاوت و تشابه بین البیعة قبل الإسلام، و البیعة بعد الإسلام، امّا التشابه کان في الشکل و الإجراء، و بعض خصوصیات اصحاب البیعه، امّا التفاوت المهم في البیعة بین العصر الجاهلي و صدر الإسلام، هو التفاوت في الإستخدام و التطبیق، والذي یتمثل في نوع النظام السیاسي و نوع الحکم. وکذلك هناك تفاوت في نفس العصر الإسلامي، حیث حدثت إختلافات في البیعة من حیث الشکل و المصمون في الأزمنة المتعاقبة بعد رحیل النبي(ص) ابتداءا من عصر الخلفاء إلی العصر العباسي. وقد إعتمدت الدراسة علی المنهج التحلیلي الوصفي، و تعرصّت إلی المفاهیم و بینت دورها في عصر الجاهلیة، و استعرضت التغییرات التي طرأت علیها فیما بعد و الآثار التي خلّفتها علی الأمة الإسلامیة فکریّا و إجتماعیا.
الکلمات المفتاحیه: البيعة، عصر الغیبة، تطور، التشریع، الحیاة السیاسیة.
الفهرس
المقدمة 1
بيان الموضوع 1
حدود البحث: 1
أهمية الموضوع: 2
سابقة البحث: 2
فرضيات البحث: 3
منهجية البحث: 4
اسلوب البحث 4
اهداف البحث: 4
هيكلية البحث : 5
الفصل الأول: كليات و مفاهيم 6
المبحث الأول: تعريف المفاهيم الأساسية 7
توطئه: 7
المطلب الأول: المفاهيم الأساسية 7
اولاً: البيعة لغةً واصطلاحاً 7
ثانياً: المفردات المشابه او المرادفة للبيعة 10
المبحث الثاني: الكليات 13
المطلب الأول: تاريخ البيعة قبل الإسلام: 13
المطلب الثاني: اقسام البيعة: 16
المطلب الثالث: اهمية البيعة و انواعها قبل الإسلام 18
الف: البيعة عند الأمم السابقة: 18
ب: البيعة للرسل السابقين: 22
المطلب الرابع: شروط البيعة 24
الفصل الثاني: البيعة في العصر النبوي 27
المبحث الأول: اهمية البيعة في الإسلام 28
المبحث الثاني: حكم البيعه 29
المطلب الأول: وجوب الوفاء بالبيعة: 29
أوّلا: القرآن الكريم: 29
ثانيا: الرّوايات: 29
ثالثا: السّيرة التّاريخيّة: 30
المطلب الثاني: نقض البيعة: 31
المطلب الثالث:خصائص المبايع له بالولاية و الخلافة: 32
المبحث الثالث: البيعات في زمان النبي(ص) 33
المطلب الأول:البيعات العامّه: 33
اولا: البيعة علي الاسلام: 33
ثانيا:البيعة علي النصرة: 33
ثالثا: البيعة علي الجهاد: 34
رابعاً: البيعة علي الهجرة: 35
خامساً: البيعة علي ترك عادات جاهلية: 35
سادس:البيعة علي النصح لكل مسلم: 36
سابعة:البيعة علي الأثرة: 36
ثامناً: البيعة علي عدم سؤال الناس: 37
تاسعة: البيعة علي الوفاء بالعهد: 37
المطلب الثاني:…البيعات الخاصّة او الكبری: 38
أولاً: بيعة العقبة الأولي: 38
ثانياً: بيعة العقبة الثانية: 43
ثالثاً: بيعة الرضوان: 47
رابعاً: بيعة فتح مكة: 47
المبحث الرابع: آثار البيعة في زمان النبي(ص). 51
المبحث الخامس: تفاوت البيعة بين عهد النبي و قبل الإسلام: 51
الفصل الثالث: البيعة بعد وفاة النبي(ص) حتي صلح الإمام الحسن(ع) 53
المبحث الأول: بيعة السقيفة: 54
تمهيد: 54
المطلب الأول: مكان السقيفة: 54
المطلب الثاني: اخذ البيعة: 54
المطلب الثالث: ما حدث داخل إجتماع السقيفة: 56
المطلب الرابع: كيفية مبايعة أبي بكر: 59
المطلب الخامس: تثبيت البيعة لأبي بكر : 60
المطلب السادس: آثار بيعة ابي بكر وموقف الإمام علي (ع): 61
المبحث الثاني: بيعة عمر : 63
المطلب الثاني : كيفية بيعة عمر : 64
المطلب الثالث: كيفية بيعة عثمان: 66
المبحث الثالث: بيعة الإمام علي(ع) 67
تمهيد: 67
المطلب الأول: كيفية البيعة: 67
المطلب الثالث: نكث البيعة و موقعة الجمل: 68
المطلب الرابع: تمرد معاوية ونكث البيعة : 71
المطلب الخامس: الخوارج و نكث البيعة: 73
المطلب السادس: اثر بيعة الإمام علي(ع) ونكث المخالفين: 74
المبحث الرابع: التشابه و التفاوت مع عصر النبي(ص) و عصر الجاهلية 76
تمهيد: 76
المطلب الاول: انتقال البيعة من المعني الديني، الي السياسي: 76
المطلب الثاني: الرجوع إلي التعصبات الجاهلية: 77
المطلب الثالث: التغير في طريقة البيعه: 78
الفصل الرابع: البيعة من عصر الإمام الحسن(ع) حتي عصر الغيبة الصغرى 80
تمهيد: 81
المبحث الأول: بيعة الإمام الحسن (ع)، و الصلح مع معاوية 81
المطلب الأول: بيعة الإمام الحسن (ع) 81
المبحث الثاني: البيعة في العصر الأموي 83
المطلب الأول: بيعة اهل الكوفة لمعاوية: 83
المطلب الثاني: بيعة يزيد: 85
المطلب الثالث: بيعة اهل الكوفة للإمام الحسين(عليه السلام) 86
المطلب الثالث: بيعة عبد الله بن الزبير: 88
المطلب الرابع: التغير في البيعة 89
المبحث الثالث: البيعة في العصر العباسي 92
المطلب الأول: بيعات العصر الأول: 92
المطلب الرابع: بيعات العصر العباسي الثاني: 130
المبحث الرابع: المقارنة مع الأزمنة السابقه 159
المطلب الأول: بروز طاهرة نكث البيعة: 159
المطلب الثاني: تحوّل البيعه إلي وسيلة لحماية السلطة 160
المطلب الثالث: البيعة و انحطاط القيم: 162
المطلب الرابع: العودة بالبيعة إلي الجاهلية: 165
المطلب الخامس: بني العباس وبيعة الصبيان: 166
النتائج: 169
التوصيات: 170
المصادر 171
النتائج:
بعد الأنتهاء من البحث الحالي وفق ظرفية البحث، حصلنا على النتائج التالية:
جرت عملیة نوعیة ثقافیة و دینیة في وسط المسلمین ازاء مفهوم الحلف و المعاهدة و قد اُفید من قیمة التعاهد في الإسلام و احذت بالتوسع اکثر مما کانت علیه قبل الاسلام، فقبل الإسلام کانت البیعة محدودة ضمن القبیلة الواحدة او بین قبلتین، بینما في الإسلام فقد انکسر حصار القبیلة و ابتعدت البیعة عن مفهوم القبیلة، کماکان مفهوم البیعة قبل الإسلام مفهوم تأکیدي صرف، لإظهار الوفاء للعهد، بینما في الإسلام مضافاً إلی حفظ الشکل التأکیدي للبیعة، استخدم شکل البیعة التأکیدي لإعطاء الحاکمیة و الرئاسة، و کذلک حدث تغییر جدید في البیعة، و هود ادخال للإشاء فیها.
باستثناء شواهد نادرة، فإن تحولا عظیما طرا علی البیعة بعد وفاة الرسول (ص)، حیث فقدت البیعة تلک المعاني المفخمة و الابعاد المتنوعة، و الموضوعات المتعددة، التي وضعت البیعة کرابط وثیق بینها، و ألیه لضمان تحقیقها و تسویرها، و قد نجد ما یصلح تفسیرا لهذا التحول أن الأسلام انتقل من مرحلة الدعوة الی مرحلة الدولة، حیث یندرج قسم من البیعات السابقة ( البیعة علی الاسلام، و النصرة، و الجهاد، و ترک العادات الجاهلیة …الخ) و التي أمضیت في عهد الرسول في مرحلة جدیدة تکون فیها قادرة لی الانتقال الی مرحلة الدولة، التي تطلبت ظروفا و شروطا جدیدة و مختلفة.
أنّ طريقة البيعة المتمثلة بالصفق باليد بقيت هي المعتمدة لفترة طويلة من الزمن إلا أن الأمويين أضافوا إليها الاستحلاف تأكيدا للبيعة، كما ابتدع الحجاج يميناً خاصة سميت بـ “إيمان البيعة” يحلف بها المبايع عند المبايعة. وقد أشار ابن خلدون إلى هذه القضية في مقدمته حيث قال: إنّ الخلفاء كانوا يستحلفون على العهد ويستوعبون الأيمان كلها لذلك، فسمّي هذا الاستيعاب أيمان البيعة. بل بلغ ببعض الحكام أن اعتبر الصفق بيد المبايع على يد الحاكم تحقيراً وإهانة للحاكم فعلى المبايع أن يقبّل الأرض أو يقبل يد الحاكم أو رجله. وقال ابن خلدون أيضا : وأما البيعة المشهورة لهذا العهد فهي تحية الملوك الكسروية من تقبيل الأرض أو اليد أو الرجل أو الذيل، أطلق عليها اسم البيعة التي هي العهد على الطاعة مجازاً لما كان هذا الخضوع في التحية، والتزام الأداب، من لوازم الطاعة وتوابعها، وغلب فيه حتى صارت حقيقة عرفية واستغني بها عن مصافحة أيدي الناس التي هي الحقيقة في الأصل ، لما في المصافحة لكل أحد من التنزل والابتذال المنافيين للرياسة، وصون المنصب الملوكي. على كتاب الله وسنة نبيّه واجتهاد أمير المؤمنين وأن لا خليفة سواه. كما جعل بعض الحكّام والخلفاء مراسم وتشريفات خاصة للبيعة.
من الایات الواضحة علی تدهور الاوضاع السیاسیة و الاجتماعیة، بدء العمل بتجدید البیعة بوتیرة عالیة فی العهد الاموی، و ازدیادها فی العهد العباسی، و عملیات التجدید للبیعة هذه تبدأ من رجال القصر مرورا بقواد الجیش و أمراء الاقالیم و الولاة، و نزولاً الی العامة، و کل ذلک یعکس انهیار الثقة داخل مؤسسة الحکم من جهة، و بین أهل الحکم و العامة من جهة ثانیة، کما انتشرت فی زمان الدولة العباسیة ظاهرة بیعة الاکراه، فکان الخلفاء یمارسون التهدید ضد الفقهاء و العلماء و الوجهاء لجهة انتزاع بیعتهم، و قد وقف الامام مالک مع العلویین الذین رفضوا الامتثال للبیعة الاکراهیة، و قال مالک: لیس علی مستکره بیعة، و تکثر بیعة الاکراه فی حال وقوع نزاع داخلی علی السلطة، و خروج المنشقین عن البیت العباسی، الداعین الناس الی بیعتهم – کرهاً، و معهم القادة العسکریون.
التوصيات:
الذي يوصي به الباحث من خلال هذه الدراسة، هو إقامة دراسات في نفس الموضوع، لكن بفترات زمنية مختلفة، وكذلك دراستها من جوانب اخرى فقهية ودلالية، وكذلك دراستها بصورة مقارنة بين المذاهب الإسلامية، وكذلك إجراء دراسة حول مشروعية البيعة في الزمن المعاصر وآثارها على الأمة الإسلامية، هذا ماقصدناه والحمد لله رَبّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
